ناجحون : آلان شوجارت صانع الأقراص الصلبة في "سيليكون فالي"

آلان شوجارت صانع الأقراص الصلبة في"سيليكون فالي"

كان آلان شوجارت، المتوفى عن عمر يناهز 76 عاماً، رائداً في صناعة أقراص الكمبيوتر الصلبة التي تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات، وكان من أكثر الشخصيات ابتهاجاً في سيليكون فالي . توفي في الثاني عشر من ديسمبر/كانون الأول بمستشفى كاليفورنيا كوميونيتي بشبه جزيرة مونتيري متأثراً بتطورات طرأت نتيجة جراحة في القلب أجراها قبل ستة أسابيع من وفاته .

في عام ،1980 شارك شوجارت في تأسيس شركة "سي جات تكنولوجي، بعد أن كان مالكاً لأحد المقاهي . بدأت الشركة أعمالها ببناء أول قرص تخزين صلب بحجم 4/51 بوصة لأجهزة الحاسب الشخصية وأسهمت في تحويل أجهزة الحاسبات الشخصية "آي بي إم" (IBM) الأصلية إلى أداة عمل أساسية .

أصبحت الشركة بعد ذلك أكبر شركة صناعة أقراص تخزين صلبة مستقلة في العالم قبل طرد مجلس الإدارة لشوجارت عام 1998 أثناء مرور الصناعة بحالة من التباطؤ في النشاط الاقتصادي .لكن سمعة شوجارت، الذي ظل يعمل كاستشاري تكنولوجي في مجالس إدارة العديد من الشركات، ساعدته على المضي قدماً .

وعلى الرغم من الصورة التي عمقها شوجارت عنه والمتمثلة في الخروج عن المألوف، خاصةً عندما حاول إضافة خيار "لا أحد من المذكورين أعلاه" في قوائم اقتراع كاليفورنيا، إلا أنه كان ذكياً وأحياناً رجل أعمال قوي لا يخشى المخاطر .

نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالاً عن شوجارت عام 1990 قالت فيه: "حتى في هذه الصناعة التي يشارك بها العديد من الشركات العملاقة والقوية، فإن شركة "سي جات" معروفة باستبدادها، حيث إن هذه السمعة جاءت عن تاريخها المليء بالتسريح المؤقت للعمالة، ونوبات التوظيف السريعة والعوامل الحاسمة الشاذة" .

كان شوجارت، الذي مارس ما أطلقت عليه الصحيفة اليومية (سان جوز ميركوري نيوز) "قصَة شعر محل تصفيف"، هو أول مؤسس وصاحب عمل في سيليكون فالي يقوم بخفض التكاليف من خلال نقل الإنتاج إلى جنوب شرق آسيا عام 1982 .

وفي فترة التسعينات، واجه شوجارت العديد من الدعاوى القضائية التي رفعها المساهمين في الشركة ضده بشأن عمليات تداول أسهم الشركة . فقام السيد شوجارت بشن حملة كبيرة داخل قطاعه الصناعي تناهض قضايا التصرف في الأسهم . اشتد الصراع وانتهى بإصدار قانون إصلاح التقاضي بشأن الأوراق المالية الخاصة لعام ،1995 والذي قلص من قضايا التلاعب بالأوراق المالية التي ترفع ضد المديرين التنفيذيين بالشركات . وصوت حينها الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون على القانون، لكن الكونجرس الأمريكي استخدم حق الاعتراض (الفيتو) على هذا القانون .

حقق شوجارت تقدماً كبيراً في حياته بعيداً عن طفولته الفقيرة في لوس أنجلوس . تخرج في جامعة ريدلاندز بدرجة البكالوريوس في الفيزياء الهندسية عام ،1950 ثم التحق بالعمل في شركة "آي بي إم" في اليوم التالي من تخرجه .تزوج شوجارت وله خمسة أطفال، ولديه الآن سبعة أحفاد .

وبعد عشرة أعوام من عمله بالشركة، أصبح شوجارت مسؤولاً عن فريق "آي بي إم" الذي اخترع أقراص حفظ البيانات اللينة على الحاسبات "فلوبي ديسك" (floppy diskette) بشكل مربع وبحجم 8 بوصات، لاستخدامها في حفظ البيانات عندما لم يكن بالحاسبات حينها ذاكرة داخلية كبيرة .

وفي عام ،1969 بعدما سئم من ثقافة شركة "آي بي إم" ضيقة الأفق، انتقل شوجارت إلى شركة "ميموريكس" ليقود بها نحو 200 مهندس . ثم غادر شوجارت الشركة بعد عام أو اثنين ليبدأ "زمالة شوجارت" . لم تنجح شركته في تطوير "أقراص الكمبيوتر اللينة" وتخلى عنه مدعماه الماليان .

بعد ذلك، انتقل شوجارت إلى بلدة سانتا كروز شبه مفلس، وافتتح مقهى واشترى قارباً لصيد أسماك السلامون . لكنه لم يكن داخل اللعبة عندما تطور عالم التكنولوجيا بشكلٍ كبير، لذلك قام بإعادة تأسيس شركته عام 1978 بالتعاون مع زميلين له،وأطلق على الشركة اسم "سي جات تكنولوجيز" (Seagate Technologies) والتي أنتجت قرص التخزين الصلب بحجم (4/1 5) بوصة .

قامت شركة "سي جات" بتصنيع وإنتاج كل شيء يدخل في إنتاج أقراص التخزين الصلبة، فمن الرؤوس إلى الوسائط والمحركات . تبلغ قيمة هذه الصناعة الآن نحو 28 مليار دولار، ويتوقع أن تصل مبيعاتها حول العالم إلى 5 .41 مليار دولار خلال السنوات الثلاث القادمة، طبقاً لتوقعات شركة أبحاث السوق "آي دي سي" .استثمر شوجارت أيضاً في مجال المطاعم واعتاد على الذهاب في عطلة مرتين سنوياً إلى لاس فيجاس حيث رآه أحد زملائه في إحدى المرات يلقي بمبلغ 70 ألف دولار على طاولة بلاك جاك، فقط ليكسب 100 ألف دولار . وكان شعار شوجارت دائماً "اجعل كل شيء بسيطاً"، وكان لعادته بالتدخين المستمر وطرده للموظفين الإضافيين الموهوبين تأثير سلبي مما جعله يتخلف عن الانطلاقة التكنولوجية التي حدثت في فترة التسعينات بسيليكون فالي، لكنه على الرغم من ذلك استمر رمزاً للسحر والإلهام .

وفي حديث لصحيفة "ميركوري نيوز" قال شوجارت ذات مرة: "أنا رجل شارع عادي، ولست مديراً تنفيذياً لإحدى الشركات" .

منقول من / جريدة الخليج