2009/09/22

معوقات النمو في الشركات العائلية



ان الاهتمام بالشركات العائلية ، وبدعم نموها ، يتأتي من كون ان الشركات العائلية قد كانت ومازالت تلعب الدور الاهم والحاسم في اقتصاديات العالم ، وقد اسهمت وبشكل ناجح فيما مضى ، غير انه وفي ظل التطورات الاقتصادية الحادثة والتى مازالت تعصف بالعالم ، يصبح من المهم وحتى بعد المعافاة التامة من اثار العاصفة الاقتصادية ، ان تنتبه الجهات الرسمية والقائمين على امر الشركات العائلية بدراسة معرقلات ومعوقات نمؤها بشكل منهجي وواضح حتى تتجنب الشركات العائلية ، وكذلك الدول التاثيرات السالبة التى قد تصيب الاقتصاديات نتيجة لتحكم وتفشي معرقلات النمو . وسيق ان اوردنا في مقال سابق انه واذ سمح الماضي ببعض الاخطاء فانه وفي ظل النظام العالمي الجديد فان الاخطاء الصغيرة قد يكون ثمنها الثروة ليس هذا فحسب بل وندبات كبيرة في اقتصاد الوطن .

ويبرز اليوم نموذجا جديدا لافضل الممارسات في الشركات العائلية وهو يقوم على التخطيط المتوازي للعمل والعائلة ، ويقصد بالتخطيط المتوازي ان تكون هناك عدد من العمليات المرتكزة على اتخاذ القرارات ، وبلورة الهدف العام للشركة والعائلة ، والادارة الاستراتيجية لهما لتكون النتيجة النهائية لهذه الاعمال هي خطة استراتيجية موحدة بين العائلة والعمل وتكون قادرة على زيادة قيمة الشركة الاقتصادية الى اقصى حد في المدى الطويل ، وتتضمن عملية التخطيط المتوازي عدة مراحل من خلالها يتحتم على العائلة ان تسعي الى توليد رؤية عائلية مشتركة تعبر عن قيم العائلة ، وتوضح في الوقت ذاته التوقعات المستقبلية لها وبشأن نمو اعمالها . وفي نظرنا انه لن تتأتي عملية توليد الرؤية المشتركة للعائلة الا عبر الاجتماعات العائلية والتواصل الحر مع تدوين ميثاق عائلي مكتوب يعبر بالتمام عن اساليب الادارة التى يجب ان تتبع ويتعهد فيه القائمين على الادارة بان يبقوا ناشطين وملتزمين بهذه الاساليب . ومن جهة اخرى فان التخطيط المتوازي يتضمن منهجية توضح الكيفية التى تتخذ بها العائلة للقرارات والاسس المتعلقة بطريقة اختيار الافراد ومشاركتهم في التنظيم والادارة ، وهنا يتحتم على الشركات العائلية ان تتجنب العواطف التى تتميز بها العلاقات العائلية وان يتم بناء اسس الاختيار على اساس الكفاءات مع اطلاق عملية فاعلة لاعداد الاشخاص الذين سيتولون الخلافة في المسيتقبل .

نعم ان المزج بين العائلة والعمل يثير تناقضت كثيرة غير ان العائلات التى تمتلك اعمالا ناجة دوما هي التى توفق بين هذه التناقضات وبين التفكير غير الفطري والممارسات غير التقليدية ، وتحاول عبر عدة تطرق ان تتفادي معوقات نموها لنتطلق لافاق ارحب من الاستقرار والتقدم والسيطرة على الخلافات ، لانقول هنا بعدم وجود الخلافات لان الخلاف امر طبيعي في الشركات العائلية ولكن يتم السيطرة عليه عبر توفيق نظامي العمل والعائلية ، فنظام العائلية يعتمد على العواطف والولاء والمساواة ويمكن ان تستمر العضوية فيه مدى الحياة بغض النظر عن جودة الاداء ، أما نظام العمل فانه يعتمد على المهنية والتفكير المنظم وان العضوية فيه يجب ان تتأثر بجودة الاداء والكفاءة وعبر التوفيق بين النظامين تستطيع الشركة العائلية ان ترسم طريقا نحو النمو والاستمراية .




أسامة رقيعة




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة: