قٌال الله سبحانه وتعالى
"فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم"
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إياكم وسوء ذات البين"
وقال أيضاً:
"إياكم وفساد ذات البين فإنها الحالقة. لا أقول حالقة الشعر ولكنها حالقة الدين".
فلعل أكبر خطر يهدد المسلمين هو الخصومات فيما بينهم. فلو استعرضنا أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام ولا سيما الجانب الاجتماعي منها، لوجدنا أنه نهى عن كل ما يُضعف العلاقة بين المؤمنين، كالغيبة والنميمة والضغينة والحسد والبغي وأن تحقر أخاك المسلم وتسلمه وتنقل إليه ما قاله فلان من الناس فيه؛ وأمر بكل ما من شأنه تمتين تلك العلاقة كإفشاء السلام وإجابة الدعوة وعيادة المريض وأن تنصر أخاك وتوقره وتساعده وتخدمه وتقرضه. يجب أن نعيش الإسلام، فالإسلام في الكتب من حديث وتفسير وفقه يخرج من الكتب ويصب في الكتب ولا قيمة له إن لم نعشه. ولكن إسلام الحياة يُؤخذ من الحياة ويؤثر في الحياة، والإسلام دين الأخلاق الكريمة والمعاملة الطيبة، فكل الخلق عيال الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أكرم أخاه فكأنما أكرم ربه"
وقال أيضاً:
"من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يُخلِفَهم، فهو ممن كَمُلَت مروءته وظهرت عدالته ووجبت أخوته وحَرُمَت غيبته".
ولعل من أكرم الشمائل إصلاح ذات البين بين المتخاصمين، وتماسك المؤمنين أحد أسباب قوتهم وتمزقهم أكبر أسباب ضعفهم، كما قال الله في كتابه العزيز:
"ولا تنازعوا فتفشلوا"
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم"
وقال أيضاً:
"التمس لأخيك عذراً ولو سبعين مرة"
وعن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا" بلى. قال: صلاح ذات البين"
وعن حميد بن عبد الرحمن عن أمه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لم يكذب من نما بين اثنين ليصلح"
وفي رواية أخرى:
"ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيراً ونما خيراً".
فهذه رخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل تمتين العلاقة بين المؤمنين.
فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنه سيكون بعدي اختلاف أو أمر فإن استطعت أن تكون السلم فافعل".
وقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:
"كل نفس كُتب عليها الصدقة كل يوم طلعت فيه الشمس. فمن ذلك أن يعدل المرء بين الإثنين صدقة، وأن يعين الرجل على دابته فيحمله عليها صدقة، وأن يرفع متاعه عليها صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يمشي بها إلى الصلاة صدقة"..
ومما يقرب العلاقة بين المؤمنين التعاون فاستعينوا بإخوانكم على ما غلبكم وأعينوهم على ما غلبهم، ولو طُبقَت هذه القاعدة لهانت على المؤمنين كل متاعب الحياة ومصاعبها.
ولقد جعل الله تعالى كل الأعمال الصالحة على الإطلاق، ولو كانت إلى البهائم، قرضاً له يوجب السداد. فنحن نقرض الله قرضاً حسناً بخدمة خلقه.
قال الحق سبحانه وتعالى:
"من ذا الذي يُقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيراً والله يقبض ويبسط"
فالإسلام يدعونا أن نكون مصدرعون وسلام ووئام وتقريب بين المؤمنين،
لاسبب خلاف وقطيعة وانهيار العلاقة بينهم.
***
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً
وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
واجعلنا ممن يسمعون القول فيتَبعون أحسنه
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين
2009/12/31
إصلاح ذات البين
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق