2010/01/07

إنظر داخلك






إنظر داخلك






في وحي القلم يقول الرافعي

( إن الخطأ الأكبر أن تنظم الحياة من حولك وتترك الفوضى في قلبك ) 

أن تضع الجداول ، وتهتم بترتيب مكتبك ،
وأدواتك ، وعملك .

ثم تذهل عن النظر إلى بنائك الداخلي لتنظف ما علق به من شوائب ،

فهذا شيء يستحق العجب وإعادة النظر .

فمع زحمة الحياة وتوالي الأحداث على صفحة الكون غدت لحظة التأمل ،

والنظر إلى الوجدان ، واستشفاف القصور والعيوب لعلاجها عادة انفرد بها النبهاء والأذكياء وأصحاب الضمائر الحية فقط .

أنظر حولك ترى العالم في سباق محموم ، وأكاد أجزم أن من حولنا أشخاص لم يقفوا ولو لبرهة واحدة كي يراجعوا مشوار حياتهم

ويقيموا الجيد والحسن من سلوكهم وأفكارهم .


 حياتك  تستحق منك أن توليها كثير من الجهد والاهتمام ،

تحتاج منك أن تقف بعد كل محطة في رحلتها لتقيم فيها نتائج المرحلة من مغنم ومغرم ،

ولتثبيت الفؤاد الذي قد يضطرب من سرعة وقوة تلك الحياة المائجة الجامحة .

إن عُقد حياتنا ما يلبث ينفرط منا حبة حبة إذا ما لفنا ثوب الغفلة .

خاصة وأن معظم البشر يرهب مواجهة النفس ، ومراجعة المبدأ ، وتغيير السلوك والعادة .

ولا يدرك أن قوته تكمن في قدرته على كسر شوكة عاداته السيئة ،

وتحطيم صنم أفكاره ومعتقداته الفاسدة ، والإنابة إلى جادة الطريق المستقيم .

وهذا لن يكون إلا بتلك النظرة الموجهة إلى الداخل ، تلك النظرة الصارمة الحازمة التي لا تلين لسعادة دنيئة خاطفة ،

ولا تغض الطرف عن مكسب سريع لا يتوافق مع فطرتها .



أنظر داخلك  ، وأزل بيد طهور شوائب وعلائق ضارة ..

وأرو بماء الحماسة واليقين بذور الخير والجمال والتقدم .



ولا يزهدنك في رحلة المكاشفة قلة الصاحب ووحشة الطريق .. فهكذا دروب الحق ! .


قال انديرا غاندي:
  
جدي قال لي يوماً أن هناك نوعان من البشر:

نوع يقوم بالعمل ونوع يحصل على التقدير...

وقد قال لي أن أحاول أن أكون من النوع الأول حيث أن المنافسة فيه قليلة جداً...




______________________
من كتاب " أفكار صغيرة لحياة كبيرة "
كريم الشاذلي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة: