2010/03/24

ضربتين بالرأس توجع





ضربتين بالرأس توجع
(3) ركلات الجزاء
*****************
عدنامن شهر العسل بعد, قضاء اسبوعين بين جدة ومكة والطائف اضفنا الى الخطة المدينة المنورة. عدنا والنفوس مرتاحة لما قسمه الله لنا .وذات يوم قالت لي ابنة عمي أن لديها وقت فراغ كثير وأنها ترغب بالعمل في إحدى شركات والدها. ان أنا رفضت فستقيم الدنيا ولا تقعدها وسيتدخل الداني والقاصي، والكل سيكون في صفها وقد ارضخ ثم تطلب التركية العمل أيضا، فأشتغل لهما سائقا، أوصل واحدة منهما لعملها وآتي بالأخرى من مكتبها. إضافة الى الإهمال في أمور البيت والتقصير في متطلبات الحياة الزوجية.(هوأنا فاضي لوجع الدماغ)، وربما يتطلب الأمر استقدام خادمة ثم سائق وتحمل التكاليف اضافة الى مشاكل هروب العمال ومساوئهم التى لا تعد ولا تحصى.

أظنها حقا ورطة ..هل اقبل على مضض أم أرفض بجفاء وقسوة وعناد؟؟ يجب علي استعمال الذكاء والحكمة في مثل هذه الأمورقبل ان يفلت الزمام وتنقلب علي الطاولة.
و بكل بساطة رديت عليها:
" عزيزتي.. أنتي شابة ذات تعليم جامعي ومن حقك المساهمة في سوق العملوالاشتراك في نمو بلادنا الإقتصادي" فانبسطت أساريرها وامتدت البسمة من الاذن اليمنى الى الأذن اليسرى. ثم أردفت أنا :" وكذلك فعندما تذهبين للعمل وتأتين مساء غالبا وقت المغرب أو بعده بقليل فذلك يعطيني وقتا اضافيا للجلوس مع زوجتي التركية لأفهمها أكثر، لأنها ابنة خالي وكانت بعيدة عني في المدينة الثانية، شبه غريبة علي وحتى الآن ما فهمتها تماما، وليست مثلك حيث كنت أراك مرة أو مرتين في الأسبوع.. أنا فعلا اؤيدالعمل النسائي وليس لدي مانع  فعلى بركة الله"

ابنة عمي تذكرت الآية الكريمة "وقرن في بيوتكن" وقرأتها علي وقررت العمل بها.

أما الزوجة التركية فكان طموحها العمل كمدرسة وقد وجدت عملا لها بقرية صغيرة، تبعد حوالي 250 كيلومتر(يعني نصف سنة ضوئية) عن مكان سكننا. وأعطتني خيارين، إما ان تسكن في القرية او أن أدبر لها تاكسي يذهب بها الفجر ويأتي بها عشاءا. قلت لها انني أفضل ان تسكن في القرية توفيرا للتعب وعناء السفر، ثم تزورنا كل نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية والأعياد ، وستكون ابنة عمي مبسوطة لتفرغي لها طيلة أيام الأسبوع.
التركية وزنت الموضوع ثم قالت ان الراتب لا يجيب همه لأن أكثرمن نصفه سيذهب لسائق التاكسي إضافة الى التعب في اعداد الدروس وتصحيح كراسات الطالبات. قلت لها هذا هوعين العقل
( أنا لم ارفض ولم أتعصب عليهما.. قلت رأيي بصراحة.. بسهولة وخبث !! حققت مأربي)

بعد انقضاء فترة بسيطة على أحاديث العملرأيت تغيرا ملحوظا في طباع ابنة خالي التركية وتصرفاتها. ليس لها شهية للأكل،تستفرغ كثيرا وتطلب أشياء وفواكه في غير وقتها.مرة طلبت مني بطيخ في عز ايامالشتاء وأصرت على ذلك.أحضرت لها البطيخ ولست أدري من اين أحضره البائع، لكن قيل لي أنه متخصص باحضار الفواكه في اوقات غير أوانها. وعلمت أخيرا انالزوجة حامل. وبعد بضعة أشهر وضعت ابنة جميلة أسميناها باسم والدتي ففرحت الوالدة .. واغتمت ابنةعمي.

أصاب ابنة عمي الاكتآب لتأخرها فيالحمل، ومما زاد حزنها الحمل الثاني للتركية، اذ بعد ثلاثة أشهر من وضع التركيةللطفلة بدأ الوحم عندها للحمل الثاني..وبعد تسعة أشهر وضعت توأمين ولد وبنت. عندهافاض الكيل بابنة عمي..مومعقول.. النتيجة 3\صفر؟؟ وفكرت ابنة عمي أنه لا بد لها انتنجب لئلا يزعمون انها عاقر, حاولت أن أخفف عنها وأقنعها ان الحمل يأتي بإرادةالمولى..لكن هيهات هيهات ان تقتنع.

زرنا العديد من الأطباء الذين افهمونا اننااسوياء وان الحمل قد يأتي في أي لحظة. قمنا زيارة العديد من الرقاة .. وكذلك ..المشعوذين.. وشربنا السم الهاري.. لكن بدون جدوي. المرأة تدعي أنني أناعقيم ولاأصلح لإنجاب أطفال، وتصيح ليل نهار "كل ما أريده منك طفل.. يعني مو قادر تجيبلي طفل"،وكأن المطلوب مني ان افتح الدولاب وأخرج لها طلبها او ارفع سماعة الهاتف وأطلب توصيل منازل.

ومما زاد الطين بلة أن ابنة عمي أصبحت لا تطيق أن تجلس معي اوأن اقتربمنها..فكلما جالستها اشمأزت منى وهربت بادعاء أن رائحتي تقززها حتى ملابسي أخرجتهم من غرفتها لئلا تتسبب بغثيانها عندما تشم رائحتهم، ولما تذمرت أنا واشتكيت لوالدتها، فرحت الوالدة وانبسطت بل وزغردت، وأنا أتعجب من تصرف والدتها الغريب والتى طلبت منى ان أترك ابنتها عندها لبعض الوقت لأن لديها مفاجأة للجميع سنعرفها في الوقت المناسب.

واتضح ان ابنة عمي حاملا. لرغبة امها تركتها عند أهلها لفترة الحمل..وأخذت راحتي مع التركية. وساعة الولادة أهدتنا العناية الألهية من ابنة عمي طفلا.. وآخر .. وأخرى، يعني ثلاثة توائم دفعة واحدة (بسبب محفزات الحمل والأدوية الأخرى )، وتعادلت الزوجتان في الحمل و الانجاب وأصبح لتقرير من الفائزفي هذا السباق (الحمل والولادة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة: