ناجحون :توماس إيدسون بائع التفاح الذي أسس “جنرال إلكتريك”

ناجحون

توماس إيدسون بائع التفاح الذي أسس "جنرال إلكتريك"






ولد توماس إيدسون في 11 فبراير/شباط من العام 1847 في مدينة ميلان بولاية أوهيو الأمريكية . استمر توماس إيدسون 3 أشهر فقط في المدرسة، ثم تركها مكتفياً بمتابعة تعليمه من أمه . وعندما بلغ سن الثانية عشرة، عمل إيدسونبائعاً للفاكهة والحلويات والصحف على خط السكك الحديدية "جراند ترانك" . وفي عام ،1862 تمكن إيدسون من كتابة وطباعة مجلة "جراند ترانك هيرالد"، وأصبحت مجلته متداولة بين أكثر من 400 موظف في السكك الحديدية .

عمل إيدسون في نفس العام عامل تلغراف، ثم سرعان ما انتقل للعمل بشركة "وسترن يونيون" للتلغراف في بوسطن في عام 1868 .

حصل إيدسون على أول براءة اختراع له عن مسجل اقتراع كهربائي . وكان إيدسون شريكاً في شركة كهربائية في نيو يورك، وكان يوفر الأموال التي يتحصل عليها من هذه الشركة لافتتاح مصنع جديد في نيوارك بولاية نيوجيرسي . وقام إيدسون بتعيين تقنيين للتعاون في إنجاز الاختراعات، واضعاً نصب عينيه حلمه الكبير بامتلاك مصنع "اختراعات" . ضم فريق العمل في هذا المصنع عدداً كبيراً من الكيميائيين والفيزيائيين وعلماء الرياضيات .

في الفترة ما بين 1870 وحتى ،1875 تمكن إيدسون من اختراع العديد من التحسينات التلغرافية، مثل جهاز الإرسال وجهاز الاستقبال والطابعة الآلية . كما عمل مع كريستوفر شولز، أول من استحدث الآلة الكاتبة، في عام 1871 وذلك لإدخال التحسينات عليها .

في عام 1876 كان جهاز إرسال التلغراف بالكربون الذي طوره إيدسون لوسترن يونيون بمثابة خطوة حقيقية على طريق الابتكارات . ومن خلال الأموال التي تلقاها إيدسون من ويسترن يونيون نظير أجهزة الإرسال، تمكن إيدسون من تأسيس مصنع جديد في مينلو بارك بولاية نيوجيرسي . وقام إيدسون بتجميع المواهب العلمية، واستطاع في خلال 6 أعوام فقط حصد 300 براءة اختراع .

حصل إيدسون على براءة الاختراع الخاصة بجهاز المونوغراف في عام ،1877 وبحلول عام ،1890 حصل إيدسون على 80 براءة اختراع متعلقة بالمونوغراف .

قام إيدسون ومجموعة أخرى من الأشخاص بإجراء الأبحاث فيما يتعلق بالتوهج الحراري من خلال شركة إيدسون إلكتريك لايت التي قاموا بتأسيسها عام 1879 (وهي التي أصبحت تعرف فيما بعد باسم جنرال إلكتريك) . قام إيدسون بعمل أول مصباح عملي متوهج في عام ،1879 وحصل على براءة اختراع له في العام التالي . وبعد قضاء ستة أشهر في اختبار الخيوط المعدنية، تمكن إيدسون وزملاؤه من فحص 6000 من الألياف العضوية من جميع أنحاء العالم، وتوصلوا إلى أن الخيزران الياباني هو الخيار الأفضل . ومع تقدم أعمالهم، أصبح إيدسون ورفاقه ينتجون المصباح بكميات كبيرة، وأصبحت تجارة رائجة حصلوا من ورائها على أموال كثيرة .

كان الناس قبل قيام إيدسون بافتتاح محطة الطاقة المركزية يحتاجون إلى دينامو (مولد)، وهو أمر غير مريح ومكلف بالنسبة لكثير منهم . وفي عام ،1882 قام إيدسون بافتتاح محطة كهرباء تجارية، وأصبحت المحطة في خلال 4 أشهر فقط، تضيء أكثر من 5000 مصباح للعديد من العملاء الذين وصل عددهم إلى 230 ومع تزايد الطلب على التيار الكهربائي، قام إيدسون ببيع 20 ألف مصباح، كان أغلبها في المباني التجارية والمطابع .

تمكن إيدسون من حصد 1093 براءة اختراع في الولايات المتحدة وحدها، واستطاع أن يضع حجر الأساس لكثير من الابتكارات التقنية التي أضاءت العالم في القرن العشرين . كما كان لإيدسون الفضل في تسجيل براءة الاختراع الخاصة بأول آلة تقوم بإنتاج الصور المتحركة وتمكن من عرض أول فيلم في نيويورك عام ،1896 إضافة إلى أول بطارية للتخزين تعمل باللثيوم .

اعتمد إيدسون في نجاحه في الحياة العملية على تحصيل أعلى الأرباح من خلال إنشاء نظم الإنتاج الكمي والاستفادة التجارية من حقوق الملكية الفكرية، وهذا هو ما ميزه عن غيره من المخترعين الذين لم يفلحوا في جانب الأعمال وظلوا مقيدين بين جدران المعامل والتجارب .


منقول عن جريدة الخليج